هذا الحوار بين مواطن وجهاز المطافى عبر التليفون
- آلو الحقوني ......بيتي يشتعل.
- حدد معنى ألفاظك, هل هو يشتعل أم يحترق؟
- كلاهما.. يشتعل و يحترق.
- من أي شئ تريدنا أن ننقذك من الاحتراق أم من الاشتعال؟
- من كليهما.
- وما هي الوسيلة المناسبة لذلك في اعتقادك؟
- أن ترسلوا لي بالمطافئ فوراً ..الحقوني.
- أنت تريد المطافئ إذن؟
- نعم.. نعم.. أنقذوني.
- ماذا تقصد بكلمة المطافئ؟.. إذا كنت تقصد رجال الإطفاء.
- نعم أقصد رجال الإطفاء.
- رجال الإطفاء بحد ذاتهم لا يستطعون إطفاء الحريق أو إخماد الاشتعال.. لابد لهم من مياه ومواد أخرى صالحة لإطفاء الحريق.
- نعم.. نعم.. أنقذوني.
- إذن أنت لا تطلب رجال المطافئ فقط .. بل تطلبهم و معهم المواد و الوسائل الكفيلة بإنقاذك.
- نعم.. نعم.. نعم.. أنقذوني.
- والله يا أخي أنت حيرتنا.. هل تريدنا أن ننقذك.. أم تريد إطفاء الحريق؟
- إنقاذي أولاً.. ثم إطفاء الحريق.
- ولماذا لا ننقذك ونطفئ الحريق في وقت واحد ؟
- والله خير وبركة.. حاموت.
- هل تعتقد أن البلد ستخسر كثيراً بوفاة سيادتك؟
- لا.. فلديها مني الملايين.. ولكني أطلب إنقاذي بدافع من الرحمة.
- أنت لا تطلب المطافئ إذن.. أنت تطلب الرحمة.
- نعم.. نعم.. ارحموني.. أنا أطلب الرحمة.
- في هذه الحالة عليك الاتصال بوزارة الأوقاف .. أو الشئون الاجتماعية.
- ولكن المطافئ تابعة لكم.
- آه.. عدت تتكلم عن المطافئ.. لماذا طلبت الرحمة إذن ؟
- حاسبوني فيما بعد.. أنقذوني الآن.
- نحن نقدر دوافعك للنجاة بحياتك.. لأننا نعرف أن الحياة غالية.. ولكن لماذا تعتقد أننا سنخف لنجدتك .. ما الذي يدفعنا لذلك ؟
- الإحساس بالواجب.. الإحساس بالمسئولية.. الإلزام الخلقي.. الواجب الوظيفي.. شرف المهنة.. الكبرياء.. الإنسانية.
- نشكرك.. نحن فعلاً نتمتع بكل ذلك.. وهذا ماسيدفعنا لإنقاذك.. الآن فقط سأسرع بملء الاستمارة الواجب ملؤها قبل أن نتحرك لإنقاذك.. ما هو سبب الحريق ؟
- لا أعرف.. ألحقوني.
- حاضر.. حاضر.. سننقذك.. ولكن لا يجب التسرع في ذلك أو الاندفاع.. في بلاد كثيرة حدثت حوادث لسيارة المطافئ بسبب اندفاعها واشتعلت فيها النيران ولم تجد من ينقذها, لابد من الهدوء ورباطة الجأش.. لابد يا عزيزي من معرفة سبب الحريق.. هل هو حراري أم كهربي أم كيماوي؟.. لكي يتسنى لنا تجهيز المادة المطلوبة لإطفاء الحريق.
- افترض أن سبب الحريق هو كل ذلك.
- من المستحيل افتراض المستحيل .. من المستحيل أن تجتمع كل هذه العناصر في مكان وزمان واحد.
- اسمع, النيران تحاصرني الآن بالفعل .. لا داعي لإطفائها.. أنقذوني.. ابعتوا سلم طويل.
- ماذا تقصد بكلمة طويل؟ ... في أي دور تسكن؟
- في الدور الخامس.
- لست في حاجة لسلم طويل.. أنت في حاجة لسلم متوسط.
- نعم.. ابعتوا واحد متوسط.
- ليس لدينا سلم متوسط.. لدينا سلم طويل.. صالح للعمارات ذات الخمسين دوراً فقط .. هل توجد إلى جوارك عمارة خمسين دوراً؟
- نعم..
- هل تستطيع أن تقفز إليها ثم تصعد إلى الدور الخمسين كي ننقذك منه؟
- لا.. لا.. لا أستطيع هي بعيدة جداً.
- ألا تستطيع الانتقال إليها بأي وسيلة من وسائل المواصلات؟
- لا.. لأنني محاصر بالنيران من كل جانب.. أنا عاجز عن الانتقال لأي مكان.
- غريبة.. هل أنت تتكلم من تليفون شقتك أم من عند الجيران؟
- أتكلم من تليفوني.. من شقتي.
- هذا معناه أن النيران لم تلتهم أسلاك التليفونات بعد.
- نعم.. ولكنها علي وشك أن تحترق.
- اطمئن الأسلاك الجديدة التي ركبتها مصلحة التليفونات مضادة للحريق.. يعني بعد أن تتحول سيادتك إلي رماد.. سيظل تليفونك يعمل
- والجهاز.. هل هو مقاوم للحريق؟
- لا.. للأسف.. الجهاز بلاستك عادى .. إذا احترق الجهاز.. كلمني من السلك.
- آي الجهاز بيسخن.. الجهاز بيولع.. آه.. الحقووووونى .. انقذووووني.
- ألو.. ألو.. ألو.. أنت يا أخينا رحت فين؟ ألو.. الغبي ما قالش عنوانه.. عنوانك فين يا أستاذ.. ساكن فين.. آه يا غبي يا مهمل.. حانعرف مكانك إزاى ؟.. هو إحنا بنشم علي ضهر أيدينا.. يقعد يرغى ساعة في التليفون وما يقولش اسمه.. وفي الآخر يقولوا إن الحكومة لا تسرع في حل مشاكل الناس.. يا أخينا.. رحت فين؟ عالم بهايم؟